مساحة اعلانية

حقيقة لا مفر منها ، رسالة من ام لإبنه

حقيقة لا مفر منها ، رسالة من ام لإبنه 

هذه رسالة كتبتها أم كريمة، لإبنها الشاب، كل كلمة فيها تحرك إحساس، و كل جملة تزعزع قلبا حساس، فاقرأها لعلها توقظ فكرك الضائع...
Photo de ‎اب ياسر‎.
تقول الأم :

إبني العزيز، سيأتي يوم تراني فيه إمرأة عجوز ملأت التجاعيد وجهي،
أتمنى منك في ذلك الوقت ! أن تصبر ... إني أدعو الله أن تحاول فهمي.

ستراني يومئذ بطيئة، أجد صعوبة في التحرك كأني أحمل رجلي...
لا تغضب ..... بل تذكر ...!
يوم كنت صغيرا تحاول المشي، فكنت تضع يدك على يدي...
يوم خطوت خطوتك الأولى، كنت أساعدك و أحركك بساعدي...

ستراني يوما لا أقدر على الأكل، و لم أستطع ارتداء الملابسي...
لا تغضب ..... بل تذكر ...!
يوم كنت ألبسك، أمشط شعرك و أربط حذائك بسروري...
يوم كنت أمضغ الطعام لك بفمي و أغذيك من صدري...

ستراني حينئذ لا أستطيع الإستحمام، عاجزة بسبب خذلان جسمي...

لا تغضب ..... بل تذكر ...!
يوم كنت أطاردك لأدعوك للإستحمام و أقدم كل عذري...
يوم كنت أجفف شعرك، صدقني، تلك هي سعادة عمري...

ستراني ربما أتهته في الكلام، عاطلة في إخراج كلماتي...
لا تغضب ..... بل تذكر ...!
يوم أخذت أكثر من سنة كاملة لأعلمك كيف تقول أمي...
يوم علمتك الأسماء، فتعيد نطقها بصعوبة من ورائي...

ستراني حتما حائرة حقا في التكنولوجيا، و أكثر لك من أسئلتي...
لا تغضب ..... بل تذكر ...!
يوم علمتك أبسط الأشياء حتى أنك تمنيت أن تعرفها مثلي...
يوم علمتك الأخلاق،كانت أصعب ما يمكن تعلمه في وقتي...

ستراني يوما طريحة الفراش، و الصوت يخرج من كثرة آلامي...
لا تغضب ..... بل تذكر ...!
يوم كنت أبلل منشفة، و أضعها على جبينك و فوقها يدي...
يوم تمرض و تتألم، كنت أنا أسهر على راحتك بمفردي...

إبني العزيز، سيأتي ذلك اليوم الذي أتمنى فيه لقاء ربي بسبب الآلام،
لا تحزن، بل تأكد أن سعادتي تكمن لما تساعدني في الوصول بسلام.


الإبتساماتإخفاء